recent
أخبار ساخنة

مهاتما غاندي

 المهاتما غاندي

مهاتما غاندي، الزعيم الهندي الشهير الذي كان له دور بارز في حركة استقلال الهند والذي أصبح مشهورًا بفلسفته اللاعنفية ومقاومته السلمية.مهاتما غاندي (1869-1948) كان قائدًا هامًا في الحركة الوطنية الهندية ضد الاستعمار البريطاني. وكان لديه فلسفة تعتمد على مفهوم الأهيمسا (Ahimsa)، وهو مبدأ اللاعنف والتعايش السلمي. كان يؤمن بأنه يمكن تحقيق التغيير من خلال السلمية ورفض العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف.

المهاتما غاندي
المهاتما غاندي

وفيما يتعلق بدوره في دعم المنبوذين، كان غاندي يعتبر الجميع متساوين وكان يسعى للمساواة والعدالة الاجتماعية. وكان له تأثير كبير في محاربة الظلم الاجتماعي والطبقي في المجتمع الهندي.تحول في مواقفه في السنوات الأخيرة من حياته حيث دعا الهندوس إلى احترام الأديان الأخرى، بما في ذلك الإسلام. ومع ذلك، تسببت هذه المواقف في انزعاج بعض الهندوس المتشددين، مما أدى إلى اتهامه بالخيانة وفي النهاية إلى اغتياله.

من هو المهاتما غاندي

ولد موهانداس كرمشاند غاندي، المشهور بلقب المهاتما، في الثاني من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 1869م في مدينة بوربندر بولاية كجرات في الهند. تعتبر كجرات منطقة تمتاز بلغة وعادات مختلفة عن باقي المناطق الهندية.

نشأ غاندي في عائلة ذات تاريخ عريق في السياسة، حيث شغل جدّه رئاسة الوزراء في بوربندر، وكان والده أيضًا وزيرًا في الحكومة. كانت أسرته ذات أخلاق رفيعة، وتركَّزت تربيته على هذه القيم النبيلة. والدته وجدّه كانوا أيضًا أساسًا في تشكيل شخصيته، وجعلوا منه شخصًا يحمل قيم العظمة والنزاهة.

رغم أنه عاش طفولة عادية، إلا أنه تزوج في سن الثالثة عشر نتيجة للتقاليد الهندية. ورغم أنه لم يكن راضيًا عن هذا الزواج في سنّه الصغيرة، إلّا أنه تقبله وأُجبر عليه من قبل أهله.

نشأة غاندي وأثر أسرته

تعكس نشأة مهاتما غاندي دور الأسرة في بناء شخصيته. ولد ونشأ في بيئة تحمل قيم السياسة والنزاهة، حيث كانت أسرته تتميز بالأخلاق الرفيعة. وقد أُلزم بالزواج في سن مبكرة ورغم عدم رضاه عن هذا القرار، إلا أنه تقبله بسبب التقاليد الهندية.

إن تأثير والديه وجده على حياته لم يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل كان له دور كبير في بناء شخصيته وتشكيل قيمه التي أصبحت تُظهر في تفكيره وسلوكه اللاحق.

تعليم المهاتما غاندي

في سن السابعة عشر، توفي والد غاندي، فاضطر إلى تحمُّل مسؤوليات الأسرة بتوجيه من أخيه الأكبر، الذي رشحه لرئاسة الأسرة وتقدُّم في الهيكل الإداري، وفقًا لمثل والده. وكان السبب وراء هذا الاختيار هو الذكاء اللافت، والقدرة على العمل الجاد التي لاحظها الجميع فيه. كان يتعيَّن عليه اختيار دروسه الجامعية، وكانت الخيارات هي بين جامعة بافنجار أو جامعة بومبي، حيث كانت الأخيرة تتطلب نفقات أكبر. اختار أن ينضم لكلية ساملداس في جامعة بافنجار.

في نهاية السنة الأولى، عاد إلى منزله. وفي هذا السياق، نصحه أحد أصدقاء عائلته بالسفر إلى الخارج لدراسة القانون. على الرغم من أنه كان يميل إلى دراسة الطب، إلا أن أخاه قد ذكر له أن والده لم يكن يحبُّ هذا المجال، وأنه لن يتمكَّن من تولي المنصب الوزاري إذا اختار هذا الاتجاه. لذلك، اتخذ قرارًا تكريميًا واحتراميًا لوالده بدراسة القانون، مما سيُؤهِله لتحمُّل المسؤوليات الوزارية في المستقبل.

مسيرة غاندي

بدأ مهنة المحاماة لدى غاندي في الهند، حيث استمر في هذا المجال لمدة سنتين. ورغم أن محاولاته في هذا المجال قد باءت بالفشل، إلا أنه كانت تلك التجربة الأولى التي لم تكن سوى بداية رحلته. فالحظ لم يكن معه في تكرار هذه التجربة، وكان يفضل أن يمارس المحاماة بصدق وأمانة، بعيدًا عن الحيل والتلاعب.

سافر غاندي بعد ذلك إلى جنوب أفريقيا، ليُقدِّم المساعدة لمحامين أجانب. لم يكن هدفه الرئيسي في السفر هو ممارسة المحاماة، بل كان يسعى لتقديم المساعدة لمجتمعه. خلال هذه الرحلة، اكتشف القضية التي سيكرس لها حياته، ووضع قدميه على طريق النضال. وانتهت هذه المسيرة بترأسه لكامل الحركة الوطنية في الهند، ووضع دستور البلاد في عام 1908م، الأمر الذي أدى في النهاية إلى استقلال الهند.

من الملاحظ أن غاندي لم يكتفِ بدوره السياسي، بل كان نموذجًا للمقاومة السلمية في الهند، حيث اعتمد على الإيمان الراسخ بنبذ العنف وتجنبه. قاد حملات سلمية، جذبت العديد من الهنود الذين تبنوا مبادئه. كما اتجهت بعض الجماعات مثل الصينيين والإندونيسيين والوثنيين والزنوج إليه، نظرًا لإيمانهم بنزاهته وموثوقيته.

يُذكر أيضًا أن غاندي قد ترك جميع الأعمال التي تهدف إلى الربح المادي، حيث وهب ماله لمساعدة المحتاجين والمظلومين. كان يعيش معهم ويشاركهم طعامه، وتخلى عن الرفاهيات، مما دفع الجميع إلى متابعته بدون أدنى شك.

إنجازات غاندي

حقق مهاتما غاندي إنجازات مهمة في الهند والدول التي زارها، من بينها:

المهاتما غاندي
إنجازات غاندي


تعزيز ثقة المهاجرين الهنود:

سعى غاندي جاهدًا لتعزيز ثقة الهنود المهاجرين وزيادة أمانهم، مما أدى إلى تعزيز قيمهم الأخلاقية.

إقامة جريدة الرأي الهندي

أسس غاندي صحيفة تحمل اسم "الرأي الهنديّ"، حيث استخدمها للتعبير عن مبادئه التي تدعو إلى مبدأ اللاعنف ونشر الوعي.

تأسيس حزب "المُؤتمر الهنديّ لنتال":

سعى غاندي إلى تأسيس حزب يحمل اسم "المُؤتمر الهنديّ لنتال"، بهدف الدفاع عن حقوق ومصالح العمال الهنود ودعمهم.

محاولة تغيير قانون حق التصويت:

قام بمحاولة تغيير القانون الذي يحرم الهنود من حق التصويت، مسعى لتحقيق المساواة في الحقوق المدنية.

الضغط لإلغاء قرار توجيه الهجرة الهندية:

نجح في إقناع الحكومة البريطانية بالتراجع عن قرار تحديد وجهة الهجرة الهندية إلى الجنوب الأفريقي فقط.

جهود لإلغاء قانون تنظيم الزواج لغير المسيحيين:

سعى إلى إلغاء القانون الذي يمنع تنظيم عقود الزواج لغير المسيحيين، بمحاولة تعزيز المساواة في الحقوق الاجتماعية.

تلك الإنجازات تعكس الجهود الحثيثة التي بذلها غاندي في سبيل تعزيز المبادئ الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

كيف مات غاندي

انتهت مسيرة المهاتما غاندي باغتيال مأساوي على يد بعض الهندوسيين المتشددين. كانوا غاضبين بشدة من دعوته لاحترام المسلمين وضمان حقوقهم. اعتبروا هذه الدعوة خيانة لمبادئهم، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار باغتياله والتخلص منه.

تم إطلاق ثلاث رصاصات على غاندي، مما أدى إلى وفاته في الثلاثين من كانون الثاني/يناير لعام 1948م. وقد بلغ عمره آنذاك 78 سنة. تلك اللحظة كانت نهاية حياة الزعيم الذي قاد بحكمته وسلامه حركة الاستقلال الهندية، وأثر بشكل كبير على مسار التاريخ والسياسة في المنطقة.

google-playkhamsatmostaqltradent